الكاتب صالح العطوان الحيالي مقالة بعنوان فاتح بلاد الجزيرة

فاتح بلاد الجزيرة
ــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي
اتفق المؤرخون المسلمون على أن فتح معظم بقاع الجزيرة ومدنها تم على يد الصحابي عياض بن غنيم الفهري ومن هؤلاء المؤرخين .ابن إسحاق. ابو يوسف .. الواقدي . خليفة بن خياط. البلاذري . الطبري . ابن الجوزي. ابن الأثير. ابن كثير . ابن خلدون . ولكنهم اختلفوا في التفاصيل والسنة التي تم فيها الفتح . خليفة بن خياط والبلاذري والواقدي يتفقون على أنها سنة ١٨ هجرية أما الطبري فيقول سنة ١٩ هجرية .الطبري يقول روايتين أحدهما سنة ١٩ هجرية والثانية سنة ١٧ هجرية ويؤيده كل من ابن الجوزي وابن الأثير وابن كثير وابن خلدون فمن هو عياض . 
عياض بن غنم بن زهير الفهري من قادة الفتوح الإسلامية العظام، ومن شجعان الصحابة وغزاتهم. أسلم قبل الحديبية، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق. ونزل الشام، وفتح بلاد الجزيرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم غازيًا. وكان يقال له زاد الركب لكرمه. توفي بالشام أو بالمدينة وهو في الستين من عمره. أرسله الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لغزو العراق وتعثر في دومة الجندل، حيث سانده خالد بن الوليد في المعركة. عمل بعدها تحت قيادة خالد في العراق وبعدها في الشام ضد الروم. وكان مع أبي عبيدة بن الجراح في فتح شمال سوريا. وينسب إليه فتح حلب وإعزاز. في فتح دمشق بعد معركة اليرموك، أمّر القائد أبو عبيدة عياض بن غنم على الخيل وجعل خالد بن الوليد في القلب وعمرو بن العاص في الميمنة وسار هو في الميسرة وكان شرحبيل بن حسنة على الرجالة.
 يأتي سبب فتح الجزيرة على ان اهلها وفيهم الكرد، طلبوا من ملك الروم إرسال الجنود إلى الشام ووعدوه بالمساعدة والمعاونة في حالة محاصرتهم للمسلمين بحوالي ثلاثين الفاً. ولما علم عمر بن الخطاب بموقف اهالي الجزيرة وتقديمهم المساعدة للروم، وعلم بكتاب أبي عبيدة بن الجراح بمحاصرة الروم ومعهم أهل الجزيرة لحمص، كتب إلى سعد بن ابي وقاص في الكوفة ليندب الناس مع القعقاع بن عمرو ويرسلهم فوراً إلى أهل الجزيرة، لأنهم الذين استثاروا الروم على أهل حمص. وأمر عمر سعداً ان يسرح عبد الله بن عبد الله بن عتبان إلى نصيبين ثم ليقصد حران والرُّها وان يسرح الوليد بن عقبة على عرب الجزيرة من ربيعة وتنوخ، وان يسرح عياض بن غنم، فان كان قتال فأمرهم إلى عياض.
وعملاً بأوامر الخليفة وتعليماته جهز جيش الكوفة ثلاث حملات لفتح الجزيرة، قاد الحملة الأولى سهل بن عدى ووجهت لفتح الرقة، حيث تعيش قبائل مضر، وقاد الحملة الثانية عبد الله بن عتبان ووجهت لفتح نصيبين (عاصمة ربيعة)، وقاد الحملة الثالثة عقبة بن الوليد ووجهت لإخضاع الاجزاء الأخرى. وعين عياض بن غنم قائداً عاماً لهذه القوة لخبرته في شؤون هذه البلاد، فقد سبق له ان جاسها.
وبالفعل انسحب اهل الجزيرة من محاصرة حمص وكانوا حوالي 30 الف مقاتل ليعودوا إلى أراضيهم. وتمكن بعدها المسلمون من فك الحصار وهزيمة الروم، بعد الاتفاق السري مع مقاتلي قنسرين العرب الذين كانوا متحالفين مع الروم في الحصار، على أن يهربوا أمام المسلمين في بداية الهجوم. كما قاد عياض جيش المسلمين في معركة حلب ضد حاميتها الرومية. ولما توفي أبو عبيدة استخلفه بالشام وعلى كافة فتوح الجزيرة، فأقره عمر وقال‏:‏ ما أنا بمبدل أميراً أمره أبو عبيدة‏.‏
ولما مات عياض بن غنم استخلف الخليفة عمر بن الخطاب على الشام سعيد بن عامر بن حذيم، وكان موت عياض سنة عشرين للهجرة ‏.‏ وكان صالحاً فاضلاً سمحاً، وكان يسمى ‏"‏زاد الركب‏"‏، يطعم الناس زاده، فإذا نفذ نحر لهم جمله‏.‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر عبد الفتاح السمنودي قصيدة بعنوان معطيات

الكاتب حسن الأمير العريني والمجموعة القصصية الكاملة لسلسلة الرعب موثقة من قبل جريدة الوطن الكبير يجمعنا الإلكترونية

الفائزة الثانيه الكاتبة هبه قطب قصة بعنوان صدفة