الفائز الأول مكرر في مسابقة القصة القصيرة الأديب وليد محمد قصة بعنوان الأخت الكبيرة
الاخت الكبيرة .
قصة أجتماعية .
كتبها _ وليد محمد .
...
لما كنت طفلة صغيرة، كنت دايما بحلم أنى اكون أم، كنت دايما بلعب بعروستى، كأنها بنتى بلظبط، وأتحقق حلم الأمومة، لكن كنت ام مش زى أم، أو أم بغير المعنى المتعارف عليه .
أسمى أمنية، كنت البنت الكبيرة، لأسرة مكونة من بابا وماما، وتلاتة أخوات .
الحياة كانت جميلة، أب رب أسرة بمعنى الكلمه، بيشقى ليل ونهار، عشان يوفر لبيته حياة كريمة، وأم، كل اللى بتتمناه من الدنيا، اولادها، اللى كانوا حلم حياتها، عشان كده، كنت دايما بسمع بابا بيقول لماما
_ خلى بالك من ولادنا، دول هما كل ثروتنا فى الحياة، اللى طلعنا بيهم من الدنيا .
كانت ترد عليه وتقوله
_ دول هما نور عينيا اللى بشوف بيهم، معقولة توصينى عليهم ؟!
كانت بعد ما تقول كده، تتنهد وتكمل كلامها
_ بس أنت بتتعب فى شغلك، وبتشقى طول اليوم، أنا خائفة عليك من الشقى ده كله .
كان بيرد عليها وهو بيحاول يبتسم
_ يعنى لو مشقتش عشان خاطرك وخاطر الولاد، تبقى لازمتى أيه فى الدنيا، ما أنا لازم أكد وأتعب، عشانكم .
كان دائما بيخلص الكلام بينهم، لما ماما تقوله
_ ربنا يخليك لينا يا رب، ولا يحرمنا منك أبدا .
تمر الأيام، واكبر ويكبر معايا اخواتى، اللى كنت بساعد ماما فى تربيتهم فى شغل البيت، بحكم أنى البنت الكبيرة، سند ماما فى كل حاجة، وكانت بتعاملنى كأختها، مش بنتها، عشان كده كانت دايما بتقولى
_ والله يا أمنية يا بنتى، أنتى ربنا بعتك ليا، أغلى هدية، لانى كنت مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه فى شغل البيت وتربية اخواتك، الحمد لله كبرتى بسرعة، وبقيتى طولى، وكل اللى يشوفنا مع بعض، يفكر أنك اختى مش بنتى .
ساعتها كنت برد عليها وانا بضحك
_ يا ماما، أيه اللى انتى بتقوليه ده، أنا لسه مكملتش ١٤ سنة، هو انتى نسيتى ولا ايه ؟!
كنت لما بقول كده، كانت بتاخدنى فى حضنها وهى بتقول
_ ١٤ سنة يعنى بقيتى عروسة زى القمر، ده حتى زمان، كانت البنات بتتجوز وهى اصغر منك كمان !
كنت بضحك بصوت عالى وانا بقولها
_ خلاص يا امى، شوفى لى عريس على ذوقك .
وقتها كان الكلام دائما بيخلص بينا، لما ماما تاخدنى فى حضنها وتضمنى بكل قوتها وهى بتقول
_ ربنا ما يحرمنى منك ابدا، يا ضنايا، يا حتة من قلبى .
لكن للأسف، ميفوتش سنة على كلامنا ده، وتموت أمى، تموت فجأة من غير أى مقدمات، ولا حتى تمرض ولو للحظة، كل الحكاية، أنها نامت زى كل يوم، ولما أتاخرت فى النوم، ومصحتش زى عوايدها، جه بابا يصحيها، لكنها مردتش فضل يهز جسمها بكل قوته وهو بيقول
_ اصحى، أصحى يا أبتسام، هو أنتى مبترديش ليه ؟!
لكن للأسف مصحتش ابتسام من نومها ابدا، لأنها ماتت، فارقت الحياة، ماتت امى، عشان تسيب حملها التقيل كله عليا انا، لانى البنت الكبيرة .
رفض بابا الجواز بعد وفاة امى، وقتها كان دائما بيبقى رده، على أى حد يفتح معاه موضوع الجواز تانى، بعد وفاة امى
_ معقول أتجوز تانى على ابتسام، وأجيب لأولادى مرات أب، ده المستحيل نفسه .
وكانت النتيجة لرفض بابا فكرة الجواز تانى، انى سبت المدرسة برغبتى، عشان أشوف شئون البيت، وأربى اخواتى، وأعوضهم عن غياب أمهم، وميحسوش أنهم يتامى الام للحظة واحدة، لكن كان الحمل تقيل عليا جدا، شغل البيت، مسح وغسيل، وطبخ، وكمان تلت اخوات، أكبرهم عنده ١١ سنة واصغرهم طفل صغير، يدوبك كان عنده ٤ سنين، لكن ده كان الأمر الواقع، ولقيت نفسي فجأة أم ومسئولة عن بيت مسئولية كاملة، وأنا كنت ليه مكملتش حتى ١٥ سنة .
فى الوقت ده، كان بابا دايما بيقولى
_ عارفة يا امنية، ربنا لما بياخد منتا حاجة، بيعوضنا بغيرها فى نفس الوقت، شوفى ربنا عوضنا ازاى عن امك الله يرحمها، بيكى انتى، بقيت الام وست البيت فى وقت واحد، ومفيش حد مننا حس بغياب والدتك، اللهم لك الشكر ولك الحمد .
كان كلامه ده بيفرحنى جدا، كنت ببقى طايرة من السعادة لما بسمعه بيقول كده، لانى كنت بحس أنى حققت حلم حياتى بأنى اكون ام، لكن للأسف كنت ام بديلة لاخوانى الأيتام .
التعليقات هنا تزيد من فرص انتشار قصائدكم علي جوجل
ردحذفالاخت الكبيرة هى الام التانيه احسنت فى انتقاء حرف كلمات حروفك
ردحذف