الكاتب وليد محمد قصة اجتماعية بعنوان المظاهر خداعة
المظاهر خداعة .
..
قصة إجتماعية .
...
كتبها - وليد محمد .
...............
مفيش شك أن المظاهر خداعة، فعلا محدش يقدر يحكم على اى شخص من مظهره، أوأسلوب كلامه، أو طريقة معاملته مع الناس، لأن فعلا زى أهل زمان ما قالوا، ( من برا هاالله هاالله، ومن جوا يعلم الله ) .
وبقول الكلام اللى قلته ده، لانى أتعرضت لموقف غير لى حياتى كلها، وخلانى عاجز عن التفكير، أو حتى أتخاذ القرار، وقبل ما أبدأ فى سرد قصتى، اعرفكم بنفسي الاول،
_ أسمى، إيهاب
_ عندى ٢٨ سنة
_ من مدينة أسكندرية .
بشتغل فى شركة سياحة داخلية، من وسط كويس، الحمد لله،
وتبتدى حكايتى فى اليوم اللى كنت راكب فيه الترام، وقتها جت واحدة ست فى الأربعينات من عمرها ومعاها بنت صغيرة حوالى ٢٠ سنة وقعدوا فى الكرسي اللى قصادى، ومعرفش ايه اللى حصل وخلى الكلام يبدأ ما بينا، صراحة كانت البنت اللى معاها فى منتهى الرقة والجمال، تلفت انتباه اى حد تقع عينيه عليها، فعلا كانت حاجة كده تقدر تقول عليها ( فينوس آلهة الجمال عند الأغريق ) .
وقتها عرفت أن اسمها ياسمين، ولسه مخلصة امتحاناتها ومستنية نتيجة ليسانس الأداب، ولقيت نفسي بسال امها وبعد ما اتنحنحت كده قلت
_ هى آنسة ياسمين مرتبطة ولا حاجة .
ساعتها احمر وشها لما سألت امها السؤال ده من شدة كسوفها، ورديت عليا امها وقالت
_ لا ابدا، بنتى ياسمين كنت رافضة فكرة الأرتباط دى لغاية ما تخلص دراسة وتاخد الليسانس .
وقتها ما صدقت امها قالت كده، وبسرعة عرفتهم بنفسي وف رغبتى فى الارتباط من بنتها، وكان من الطبيعى تبادل أرقام التليفونات، ولما جت المحطة اللى كنت نازل فيها كنت خلاص تقريبا خطبت ياسمين وهى وأمها وافقوا على طلبة ده، ومكنش ناقص غير أنى اتقدم رسمى .
وقتها اول ما روحت البيت كلمت امها فى التليفون واخدت منهم عنوانهم بلظبط، ومضيعتش وقت روحت هناك فى الشارع اللى ساكنين فيه وسالت عنهم الجيران وكلهم والحق يتقال شكروا فى ياسمين وأهلها ولسه فاكر جارها لما سألته عنها قال عليه ايه لغاية دلوقت, ساعتها قال
_ ياسمين دى أيه فى مصحف، ادب واخلاق وأهلها ناس طيبين وفى حالهم، ولا عمرنا سمعنا حاجة عنهم مش كويسة، أو عملوا مشاكل مع اى جار .
طبعا بعد ما سمعت الكلام ده، مكدبتش خبر وحددت ميعاد مع ام ياسمين عشان ازورهم فى البيت واخطبها رسمى .
وده اللى حصل فعلا، مضيعتش وقت، وبسرعة اخدت اسرتى وروحت عندها فى البيت وقريت فاتحتها، وشهر واحد بس وكان حفل خطوبتنا، صراحة كنت فى منتهى السعادة وأنا مع ياسمين وقضينا فترة الخطوبة واحنا مع بعض فى منتهى الانسجام والسعادة، بس الشئ الغربب، أن كل ما بسألها عن والدها، كانت دايما بتقولى مسافر، ولما كنت يسألها طيب مفيش اى اتصال بينكم، مكالمة تليفون مثلا او رسالة على الفيس او الواتس، ساعتها كنت بحس بأرتباكها لما كانت تيجى تجاوبنى على سؤالى، وهى بتقول
_ أصله دايما مشغول ومش فاضى، وكمان علاقته لماما مش كويسة، فقليل لما بيكلمنا على التليفون عشان يعرف أحوالنا ويطمن علينا، ده حتى لسه مكلمنى عشان يهنينى على خطوبتى .
صراحة وقتها مكنتش يقتنع بكلامها، بس كنت هعمل ايه، أنا فعلا كنت بحبها، وكان كل اللى يهمنى هى وبس، وساعتها كنت بقول لنفسي ( وانا مالى بأبوها ولا امها، المهم عندى هى ياسمين وبس ) .
وتمر الايام بسرعة واتجوز ياسمين وتبقى مراتى، وف عصمتى، وبعد الفرح أخدتها على يهدوم الفرح على شرم الشيخ عشان نقضى شهر العسل، وأى شهر عسل ده اللى هيكون مع بنت ارق من الياسمين نفسه، كان كل يوم بنقضيه هناك كنت بحبها فيه اكتر واكتر، وكان بيزيد ارتباطى بيها، وقتها كنت بشوف الدنيا بعيونها هى، بحس بأى حاجة وبكل حاجة باحساسها هى، باختصار كده، ياسمين بقت بالنسبة لى حياة يعيشها بكل وأدق تفاصيلها، وف اليوم اللى خلاص انتهى فى شهر العسل وكنا محضرين شناطنا وحاجتنا عشان نرجع اسكندرية تانى، ساعتها جمعتنى الصدفة بواحد صاحبى زميل دراسة قديم، وكمان زميل مهنة واحدة، كان هو كمان بيشتغل فى السياحة معايا بس فى شركة تانية، اول ما شفنى أنا وياسمين جه عليا بسرعة عشان يسلم عليا، وقتها لما وصلنا ومد أيده عشان يسلم عليا، ساعتها لاحظت ارتباكه وكمان توتره لما شاف ياسمين معايا ساعتها بص لى وقال
_ ازيك يا ايهاب، وازى اخبارك، ليك وحشة والله .
رديت عليه وانا مستغرب لارتباكه والتوتر إللى كان فيه ساعة لما شاف ياسمين معايا وقلت
_ اهلا ازيك يا ماجد، أنا الحمد لله بخير .
قلت كده وشاورت على ياسمين وكملت كلامى وقلت
_ ياسمين، المدام، لسه عرسان جداد، يدوبك لسه مخلصين شهر العسل وراجعين على اسكندرية تانى .
اول ما شاورت عليها وقلت له اسمها وعرفته أنها مراتى، ساعتها زاد توتره اكتر وهو بيبص لها فى ذهول، وقتها كنت حاسس برضه بارتباك وتوتر ياسمين هى كمان، المهم رد عليا بعد ما سلم على ياسمين وقال بسرعة
_ طيب الف مبروك، بعد أذنكم .
وسبنا ومشى بسرعة، كأنه كان بينهى موقف محرج أو موقف عايز ينهيه بسرعة، بس ليه مكنتش اعرف الله اعلم .
You sent
ورجعنا تانى على اسكندرية، لكن الموقف الغريب اللى حصل مع ماجد صاحبى خلانى أسأل ياسمين وأقولها
_ ياسمين، هو انتى تعرفى ماجد صاحبى اللى قابلناه فى شرم قبل كده .
صراحة اول ما سمعت سؤالى ده ارتبكت، وحسيت أنها بتحاول تغير الكلام لما قالت
_ وهاعرفه منين يعنى، سيبك انت من الكلام ده .
بعد ما قالت كده سكت شوية وبصت لى فى عينيه وقالت بصوت واطى بعد ما بستنى ف خدى
_ حبيبى، أنا حامل، خلاص قريب قوة هتبقى اب .
بصيت لها واتنهدت بحزن، وحاولت ابتسم كأنى مبسوط من الخبر ده وريت عليها وقلت
_ الف مبروك .
وقتها كان الشك هيموتنى وكنت دايما بسال نفسى ( يا ترى هو ايه اللى خلى امجد يرتبك بالشكل الغريب ده اول ما شاف ياسمين، وايه اللى خلاها ترتبك هى كمان ) .
وعشان اقطع الشك باليقين واستريح من نار الشك اللى كانت بنحاصرنى طول اليوم، وكانت حرمانى من النوم، وقتها أخدت القرار واتصلت على امجد، وأول ما رد عليا وقال
_ الو، ازيك يا ايهاب، اخيرا افتكرت صاحبك وبترن عليه .
رديت عليه بعد ما أتنهد فى ضيق وقلت
_ أيوة يا امجد، أنا كنت عايزك فى موضوع ضرورى، أنت فين دلوقت ؟
رد عليا وقال
_ أنا فى اسكندرية دلوقت، إجازة كده وبعد بكره راجع شرم تانى .
ساعتها حسيت براحة فعلا لما سمعته بيقول كده ورديت عليه وقلت
_ تمام، اكيد لسه فاكر كافتريا الشاطئ اللى فى ميامى، ساعة بلظبط وهكون مستنيك هناك، بس يا ريت متتأخرش عليا .
رد عليا بسرعة وقال
_ أقل من ساعة وهكون هناك انت اصلا واحشنى .
وقبل ما يقفل تليفونه قال
_ سلام .
وساعة بلظبط وكنت قاعد مع امجد فى الكافتريا، وقبل ما يتكلم ويقول كلمة واحده، بصيت له وقلت له فجأة
_ انت تعرف ياسمين مراتى منين يا امجد، من فضلك لو كنت صاحبى بجد وتمرت فيك العشرة جاوبنى بصراحة .
اول ما سمع كلامى ده، ارتبك بشدة، وحاول يتهرب من سؤال لكن مع إصرارى انى اعرف الحقيقة، بص لى بحزن وقال
_ بس يا صاحبى أنا مش هخدعك، دا مهما كان بينا عيش وملح .
قال كده وسكت شوية وبعد ما أتنهد بحسرة، بص لى وبنبرة صوت كلها حزن قال
_ أنا مش هخدعك يا أيهاب، ياسمين اعرفها من سنين، كانت هى وامها بينزلوا فندق كنت بشتغل فيه فى شرم، وكانت ...
قال كده وبص على الأرض وسكت، عشان كده بصيت له بغضب وقلت
_ كمل، وبعدين يا أمجد .
بص لى وكان حزن الدنيا باين فى عينيه وقال
_ كانت هى وامها بيشتغلوا فى الدعارة مع الخلايجة ومش الخلايجة بس، كمان المصريين، المهم اللى يدفع، أنا نفسي عملت علاقة مع ياسمين اكتر من مرة، واسف يعنى، أيامها مكنتش بنت، قصدى مكنتش عذراء يعنى .
قال كده وسكت وكان بيحاول يدير وشه عشان متجيش عينيه فى عينيه، اول ما سمعت كلامه ده، ساعتها قمت من مكانى ومسكته من ياقة قميصه بكل قوتى وكنت يشده ليا بعنف وانا بقول
_ أنا كداب .. كداب .
وقتها حاول يهدينى ويمتص غضبى وه بيقول
_ بس أهدى بس، واتمالك اعصابك، أنا سالتنى وانا جاوبتك، مرضتش اغشك أو تخدعك، أهدى بقى، متفرحش الناس علينا .
وفعلا سمعت كلامه وحاولت اتمالك اعصابى وكنت فعلا منهار وكنت حاسس ان الدنيا بتلف بيا وقلت له بصوت واهم وضعيف
_ ايه دليلك على كلامك ده ؟!
بص لى بنظرة كلها حزن وقال وهو متردد أنه يتكلم
_ على موبايلى صور لينا مع بعض، فى أوضاع ...
سكت شوية وبعدها كمل كلامه وقال
_ أوضاع مش ولابد يعنى وكمان ممكن تنزل معايا شرم واوديك الفندق وتسأل عليها وعلى امها هناك، هى وامها معروفين جدا فى حكاية تسهيل الدع...
ومكملش الكلمة وسكت، وقتها كان كل رد فعلى، انى سبته وجريت على البيت، بيتى أنا وياسمين واول ما دخلت وشافتنى بالمنظر اللى كنت فيه ده، لقيته بتقولى بخوف رهيب
_ من فضلك اهدى، وانا هحكيلك على كل حاجة، وبدأت فعلا تحكى حكايتها هى وامها لما قالت
_ أسمعنى كويس ويا ريت تصدق كل كلمة هقولها، انا مليش ذنب فى اى حاجة، وقبل ما تحاكمنى وتبقى قاضى وجلاد، يبقى المفروض تحاكم الظروف الاول .
قالت كده واتنهدت وبعد ما بلغت ريقها بصعوبة قالت
_ أتولدت لأب مدمن مخدرات، كان بيتاجر فى امى، عشان تقدر توفرله تمن جرعة المخدرات، كانت بتصرف عليه وعلى البيت وكمان على مزاجه بجسمها وعرضها، وفجأة تنقبض على الاب ده فى قضية مخدرات، وتتحكم عليه بالمؤبد، وقتها كنت كبرت، وكمان كانت كبرت امى، وبسبب كبرها ده اضطرتنى انزل معاه وأساعدها فى شغلها، كنت هعمل ايه، ما هو كان لازم نأكل عشان نعيش، وكمان عشان نصرف على بابا اللى كان فى السجن، وقتها مكنتش قادرة ارفض، وبعد ما كونا مبلغ كويس من شغلنا ده، اشترينا شقة فى منطقة محدش فيها يعرفنا، وكنا فى حالنا ومفيش مخلوق كان بيعرف أنا وامى بتشتغل فى ايه ؟
سكت وكانت بتبص لى بنظرة كلها خوف وكملت كلامها وقالت
_ لغاية ما قابلتك واتجوزنا، وانا اقسم بالله محدش لامسنى غيرك .
بصيت لها بنظرة كلها غضب، وكان جسمى كله بيتنفض بسبب الانفعال اللى كنت فيه وقلت
_ طيب ازاى فى ليلة الدخلة كنتى بنت لسه ؟!
ردت عليا وهى منهارة فى البكا وقالت
_ اصل ..اصل عملت عملية عند دكتور ورجعت ....
وقبل ما تكمل كلامها نزلت على خدها بكف ايدى بكل قوتى، وكنت بصرخ فيها وبقول
_ واللى فى بطنك ده ابن مين ؟! أبنى أنا ولا استغفلتونى تانى والله اعلم جبتيه منين ؟!
ساعتها مسحت الدم اللى كان بتنزف من بؤها بسبب قوة صفعتى ليها على خدها وكانت بتقول
_ ابنك، صدقنى مفيش حد لامسنى غيرك من يوم ما عرفتك وحبيتك .
بصيت لها بنظرة كلها غيظ وغضب وانا بقولها
_ عرفتوا تخدعونى، بس لا فوقى انتى وامك، انت طالق .. طالق ... طالق .. واللى فى بطنك مش أبنى ولا اعرفه .
وسبتها وخرجت من الشقة وكنت سامعها بتقول بصوت عالى
_ سامحنى ... ارجوك تسامحنى انا خلاص بدأت حياة جديدة معاك .
ساعتها مهتمتش بكلامها، وفعلا روحت على اول مأذون قابلته فى سكتى وطلقتها .
لكن ... لكن دلوقت ليا سؤال، انا استعجلت فى طلاق ياسمين؟ كنت سامحتها واديتها فرصة تانية عشان تعيش معايا حياة جديدة، وانسي ماضيها، عشان خاطر ابنى اللى لسه مشفش الدنيا، وعشان كمان أنا لسه بحبها .
......
تمت
📷
تعليقات
إرسال تعليق