الكاتبة فاطمة عبد العزيز مقالة بعنوان زوجا صالحا
فاطمة عبد العزيز محمد
_______
زوجا صالحا..
لقد أرشدنا الرسول ﷺ إلى حسن اختيار الزوج بقوله ﷺ: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وعند النظر للحديث، فإنه واضح وصريح في حسن الاختيار، حيث ارتكز على صلاح الدين وصلاح الأخلاق، فعند توفر ذلك، يقينا سيكون زوجا صالحا، فإن الزوج صاحب الدين والخلق يكرم المرأة ولا يهينها ولا يظلمها، فإما أنْ يمسكها بمعروف أو يسرحها بإحسان، ومعلوم خطورة التساهل في أمورِ الدين، والواقع يصدق ذلك فكل منْ يتساهل ويزوج كريمته دون اهتمام بشرط الدين والخلق يجني ثمار ما زرع، فالنساء أسيرات عند الرجال، فلينظر أحدكم أين يضع كريمته، أين تضع ابنتك؟ عند كريم يكرمها أو لئيم يهينها.
إن المرأة كريمة عند أهلها، كريمة عند أبيها وأمها وذويها، فليضعها وليها في المكان المناسب، باختيار الزوج المناسب صاحب الدين والخلق، ولا يرقها عند إنسان ضعيف الدين يبغي عليها ويظلمها، فليجعل هذا الحديث نبراسًا لحياتنا منْ أجل أن تسعد بناتنا.
إن اختيار كل من الزوج والزوجة يجب أن يكون مبنيا أولا على أساس الدين والخلق، وهذا الأساس لا يجوز التفريط فيه بحالٍ من الأحوال، وإلا كان الزواج غير موفق، ولا يبارك الله فيه، وسئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما حق الولد على أبيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن، وللأصل أو الحسب أثره في تكوين الأسرة الناشئة بعد ذلك، حيث يترعرع الأبناء وتنمو أخلاقهم وعاداتهم في ظلال الحياة التي نشأوا فيها وتربوا على آدابها.
وتذكري أن اختيارك للزوج الصالح لن يكون من أجلك فحسب، بل من أجل أطفالكما أيضا، فالطفل عادة يأخذ من والده قدوة، ويقلده في تصرفاته وأخلاقه، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله ﷺ: "تخيروا لنطفكم".
وقد يطرق بابك أشخاص ذو مناصب مختلفة، ومنهم الغني والجميل، والكثير من الصفات التي تميل لها العديد من الفتيات في هذا الزمان، خاصة لمن يملك السيارة الفاخرة وغير ذلك من الأشياء المحببة لهن، لكن قد ينقصه شيء مهم، بل قد ينقصه الأساس بوجود ثغرات في تطبيق دينه، وسوء أخلاقه في معاملته.
قد ينصحك بعضهم بالزواج من هذا الخاطب، لما يتوفر لديه -في نظرهم- من ميزة، وسيردد بعضهم على مسامعك "بكرة، الله يهديه، وهذا العريس فرصة"، حقيقة أرى أن الأمر لا يحتاج إلى تفكير في الأساس، فمهما كانت ميزاته، فهي تساوي صفرا أمام تقصيره في الطاعات وسوء أخلاقه.
اختاري الزوج الصالح، حتى وإن كان قليل المال فتيقني أنه مهما كانت الظروف فالله تعالى لن يتركك، بل سيدبر أمرك على خير، من حيث لا تحتسبين، فالله هو الرزاق.
تعليقات
إرسال تعليق