الكاتبة فاطمه البلطجي الفائزة الثالثة مكرر في اجمل المقالات الأسبوعية عن مقالة قضية رأي عام

"قضية رأي عام"

القضية بدأ صداها من داخل أروقة البيوت وانتشر بسرعة كورونا ليحتل المركز الأول على صفحات التواصل الإجتماعي حتى صار الحدث قضية رأي عام.

القصة بدأت على شاطئ صيدا لا أهتم كثيراً بالتفاصيل متى وكيف ولكن خلاصة الأمر أنه تمّ العثور على سيدة بملابس البحر (البيكيني).

نقطة انتهى الموضوع بهذا الحجم.. 

الا أنّ عامل الشهرة للحصول على أعلى نسبة مشاهدات من طرف المشايخ وأحبابهم من جهة ومن طرف النساء المنتفضات لحقوق المرأة والإنفتاح والحضارة والسياحة والحرّية جاءوا من كل حدب وصوب يهتفون لا للقمع لا للتطرف لا وألف لا لكل من لا يروق له ما حصل.

مع إنّ قضية البحر تحتمل مواضيع جدّية أكثر ألف مرة من لبس البيكيني أو البوركيني (ملابس للمحجبات أشبه ببدلة الغطس) على رأسهم سرقة العدو للبترول الموجود في بحرنا على الحدود وهو حقّ لنا.

تهريبات ممنوعة مدفوعة الرشاوي بإتفاقية الحرامي والحارس التي يتم تسهيل دخولها على عينك يا تاجر. 

إنفجار المرفأ وتمييع قصة المسؤولين عن ألتسبب به والذي أودى بحياة ضحايا وهدم بيوتهم وقلب بيروت رأساً على عقب. 

تهريب البشر بقوارب الموت بلا فدية ولا تعويضات ولا محاكمة للفاعلين. 

ومواضيع على مدّ العين والنظر.

اذا كنّا ندافع عن البحر فلنعمل على تنظيفه من كل هذه الشوائب قبل أن يصحو تسونامي ويبلع الصالح والطالح. 

في بلد يعيش الفساد ليلاً نهاراً بالسرقة والنهب والقتل. 

وجمعية لنصرة المتحوّلين جنسياً. 

وجمعية لتأييد المساكنة قبل الزواج.

وجمعية لزواج المثليين.

وجمعية لفئة لا أعرف لها تسمية على وجهه لحية وشارب وعلى الخصر ربطة رقص.

وو... الخ. ولا يبدو له آخر.

بات لبس البيكيني على شاطئ المسبح الشعبي ليس الطامة الكبرى.

اللهمّ نجّينا من الأعظم. 

مع تحياتي وأسفي

فاطمة البلطجي 

لبنان /صيدا