الفائزة الرابعة الكاتبة نجاة ضرضوري في اجمل القصص الاسبوعية قصة بعنوان مامات الأم

قصة مامات الأم
تأليفي نجاه ضرضورى _المغرب 🇲🇦

الرجل الأب الصبور المسن الذي أنجب الأطفال حينما صار في العمر عتيا ، قضى السنوات الطوال يجوب الأرض بحثا عن لقمة العيش الكريم ....
قبل سنوات ازداد علال بالهضاب والسهول بأرض أولاد ستوت وفي أول أسبوع له في الدنيا فقد والده فصار يتيما ، كانت الأم بالنسبة له ولأطفالها الأربعة أما وأبا في آن واحد . فقد جابت الأرض شرقا وغربا؛ تاجرت ورحلت وارتحلت وحينما جف التراب وأقسمت السماء ألا ترويها وتنبت خيراتها انقطع الخير منها وبعد طول السنوات العجاف وظلم المستعمرين قررت أن تترك الديار فاستقرت بعد بضع سنون بأرض الجوار حينها لم تكن لا جوازات ولا حدود ولاسياج يحول بين الرحيل ذهابا وإيابا، أخذت الأبناء وهاجرت فعاشت عيشة راضية معهم عندها عرفت أن الزوج المصون قيد حياته وأسرته وأهله جذورهم المتجذرة من تلك البلاد السعيدة التي قررت العيش بين أحضانها ؛كان العيش كريما والرغد منتشرا والحياة مزدهرة فكبر الأبناء ولكن مازال ظلم الطغاة منتشرا والإفرنجة لم يغادروا إلى ديارهم ، ولكن الجميع لم ييأس من محاولاتهم بالتصدي لهم فكانت والدة علال من النساء التي قاومت مع قريناتها وحملت السلاح تحت لباسها المستور آنذاك الحايك الأبيض مختبئات بلثام أبيض يستر ملامح وجوههن الجميلة؛ مامات كما تسمى عند الأمازيغ ناضلت بكل ما أوتيت من قوة مرة بحمل أسلحة ومرات بحمل تجارتها لتوفر قوت يومها وهكذا عاشت ... تحملت الأعباء مع الكثيرات ؛ ولكن بعدما بدأ الأبناء يكبرون فقدت أحدهم بعدما كانوا يلعبون ظنا منهم أنهم يناولون بعضهم البعض كرة ولكن كانت قنبلة موقوتة سرعان ما انفجرت فقد على إثرها واحد منهم حياته ؛ ورغم هذا الفقدان والحزن ثابرت وانتقمت بأسلوبها البسيط من العدو الظالم؛ إلى أن صار الإبنان والبنت الباقون شبانا فقررت الرحيل ثانية والعودة إلى البلد الأم التي استتب فيها الأمن والأمان وطرد منها الأعداء ؛ وعادت الحياة إلى الأرض من جديد ونزل الغيث وعم الخير والبركة ولكن لم تجد سوى أطلالا من بيتها في أعلى الهضاب؛ لم يحب أحد من أهل الزوج الذي غادر إلى أرض الفناء أن تشاركهم الأرض والبيوت والديار ولكن مع ذلك كانت إمرأة قوية لم تعرف الخوف والعجز يوما؛ بدأت وباسم المولى شيدت بيتا و حرثت أرضا وزرعتها مع أولادها فنبت العشب والزرع وشبع الغنم وحلب البقر ....
مامات بدأت العيش من جديد في أرضها واستغلالها إلى أن هاجر #علال من جديد فلم يألف وطنه الأم بل ألف الوطن التي ترعرع بين أحضانها... استجمعت كل ما أوتيت من قوة ورحلت لكي تعيده فكان أروع ماقررت وأجمل مافعلت بأن تكون بداية حياته ليعمر وطنه بنسله بعدما تقدم العمر ب إبن الهضاب والسهول فصار أبا حنونا وصبورا مع أبناءه .......
ولم تنتهي سطوري بعد .....

✍️بنت الريف الأمازيغية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر عبد الفتاح السمنودي قصيدة بعنوان معطيات

الكاتب حسن الأمير العريني والمجموعة القصصية الكاملة لسلسلة الرعب موثقة من قبل جريدة الوطن الكبير يجمعنا الإلكترونية

الفائزة الثانيه الكاتبة هبه قطب قصة بعنوان صدفة