الكاتب محمد مندور مقالة بعنوان هذا الحبيب٨٤
*هذا_الحبيب*
« ٨٤ »
السيرة النبوية العطرة (( مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم ))
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه
وقال :_ سمعتك تقرأ كلام لا هو كلام جن ولا إنس ، وأنا أمير من الجن ومعي إخوتي وقفوا بعيد كي لا يفزعوك
فقال له صلى الله عليه وسلم :_إدعوهم فليأتوا
فلما حضروا ، وسلموا على الرسول ، دعاهم صلى الله عليه وسلم إلى الله
فأسلموا و واعدوا الرسول ، بأن يخبروا قومهم ، ويحضروهم إليه ، كي يبايعوه على الإسلام
ثم إنطلقوا إلى أهلهم
قال تعالى
{{ و إذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }}
_____________________________________
في اليوم الثاني ، كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، جاء {{ زوبعة }} أمير الجن السبعة الذين بايعوه
وإستأذن النبي بالدخول ، ودخل على هيئة آدمي
وقال :_ يا رسول الله .. إنا دعونا قومنا كما أمرت وإستجابوا لله ورسوله
وهاهم قد قدموا كلهم إليك من نينوى ، يريدون مبايعتك ، كل قبائل العراق من الجن حضرت
فقال له صلى الله عليه وسلم:__ أين هم ؟
قال :_ تركناهم عند جبل الحجون [[أهل مكة والذي ذهب عمرة ، يعرفون هذا الجبل ، وفيه مقبرة مكة مقبرة الحجون ]]
قال له صلى الله عليه وسلم :_ أمكثوا في الحجون ، وأنا أذهب إليهم
[[ تخيلوا قبيلة من الجن .. جن العراق كلهم لو دخلوا مكة لهجت قريش كلها ]]
___________________________________
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحجون
[[ وفي هذه القصة روايتان أن هذه الليلة خرج وحده وكان عددهم يقارب الألف .. وكان لهم عودة ثانية وكان عددهم عشرون ألف وخرج معه عبدالله بن مسعود أي الروايتين يكفينا عن عالم الجن وسنأخذ برواية عبد الله بن مسعود لأن أخرجها مسلم في صحيحه ]]
قال ابن مسعود :_خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا إقتربنا من الحجون
خط لي رسول الله برجله ، خط في الأرض
وقال :_ إجلس هنا ولا تتجاوزه [[ أي لا تتحرك من هذا المكان لأن عالم الجن غير عالم الإنس ]]
ولا تحدثنّ شيئا حتى آتيك لا يروعنك [[ أي لا تقوم بعمل أي شيء حتى ارجع إليك ، حتى لا يخوفنك وترى منهم اشياء لا تستطيع ان تتحملها ]]
وتقدم صلى الله عليه وسلم إليهم ، فإستقبله رؤوساء الجن وأخذ يصافحهم وجلس إليهم
يقول إبن مسعود وهو يصف المنظر للصحابة
قال :_ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب قال كأنهم الزط [[الزط أي ليس عليهم ثياب ، نحن نقول ايامنا زلط ]]
كأنهم الزط ، سود يركب بعضهم فوق بعض
حتى إقتربوا من رسول الله ، فحجبوه عني وازدحموا عنده ،
فلم أعد أراه
قال تعالى {{ كادوا يكونون عليه لبداً }} لبدا ركوبهم فوق بعضهم البعض وازدحمُهم على رسول الله ليسمعوا منه
يقول ابن مسعود :_
وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر
وأنا لا أرى إلا سواد ، فوقه سواد ، فوقه سواد ، حتى حجبوا ما بيني وبين رسول الله إلى السماء
___________________________________
فلما كان الفجر سمعت لهم أزيز وأصوات ، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة
وبايعوا الرسول على الإسلام
وسلم عليه أمراء الجن ،وودعوه ووقف الأمير عمرو
[[ عمرو هو امير من الجن ، سأذكر قصته لاحقا ]]
وقف الأمير عمرو ممسكاً بيد النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يفارقه
[[ وكأن عمرو تعلق بمحبته صلى الله عليه وسلم ، وكان عمره{{ ٨٠٠ سنة }} والجن تعيش أكثر من الإنس ]]
فقال له صلى الله عليه وسلم :_إذهب يا عمرو فإن الله سَيَمدّ في عمرك وتموت في أرض فلاة [[ تموت بالصحراء]]
ويدفنك خير رجل في أمتي آنذاك
_________________________________
يقول إبن مسعود :_حتى إذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يحدث أقوام لا أراهم يقول !!!!
يقول لهم :_لكم كل عظم وروث
فلما تقدم مني رسول الله مددت يدي كي أصافحه ، فمد يده فوجدت يده حارة جداً [[ كيف لما تضع يدك على شيء حار تلدع ايدك فتسحب يدك بسرعة ]]
فقلت بأبي وأمي أنت يارسول الله ما هذا ؟!!
قال :_ من مصافحت إخوانك من الجن ، فإنهم مخلوقون من نار {{ وخلق الجان من مارج من نار }}
_________________________________
فقال إبن مسعود :_يارسول الله سمعت أزيز ، وسمعت أصوات
قال له صلى الله عليه وسلم :_ أما تلك الأصوات فسلامهم عليّ ، وهم يودعوني مرتحلين إلى بلادهم
قال :_ سمعتك تقول ولكم كل عظم وروث
فقال له :_أخبرتهم بعد إسلامهم ، أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه .. فقالوا يا رسول الله يضيق بنا الرزق [[يعني بصير صعب علينا نلاقي أكل]]
يضيق بنا الرزق
فقلت لهم :_ لكم كل عظم وروث ، أما كل عظم ، فلكم أن تجدوه مكسو لحم كما كان [[نحن نرمي العظام بعد الأكل وعالم الجن لا نراه ، ولا نرى ما يأكلون ، أما في عالمهم هذا العظم يكسوه الله لحم يأكله إخواننا من الجن ، وكل روث تعود علف لدوابهم بقايا الخضرة مثل ترمي قشرة البطيخ ، يكسوها الله في عالمهم ليطعموا دوابهم ]]
وقد جاء تشريع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
قال صلى الله عليه وسلم {{ إذا قضى أحدكم حاجته فلا تستنجوا بعظم ولا روث فإنه طعام إخوانكم من الجن }}
_____________________________________
فيا مؤمن لك إخوان من الجن المسلمين ، اخواننا في لا إله إلا الله محمد رسول الله
فكل عظم ترميه ، أذكر إسم الله عليه ، يرجع لإخواننا من الجن لحم يأكلون منه ، فقط للمسلمين منهم
_________________________________
يقول إبن مسعود :_ ثم أخذني النبي صلى الله عليه وسلم وأراني مباركهم ، وآثار نيرانهم ، فقد صنعوا طعام وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم
___________________________
رد على كل مشعوذ دجال
هؤلاء قوم من الجن وهم قبائل
لو أراد الرسول أن يستعين بالجن على قريش ، لهجت قريش كلها كبيرها وصغيرها ، جني واحد يدخل حي بيخربط عيشتهم كلها
الجن عالم مخلوقين من نار ، ونحن مخلوقين من ماء وطين ، عالمين مختلفين
المشعوذ الذي يقول لكم معي جني مسلم [[ الحجة فاطمة ، والحج سالم ، والحج مصطفى ]]
الذي يقول لكم
[[ تعال أفتحلك وأكتبلك حجاب .. ما هم بفتاحين ولا فتح الله عليهم ولا فتح على كل جني يتعامل معهم ، قلوبهم مقفلة بحكيلك إشاعات كثيرة ويستعينوا بالجن ]]
الجن المسلم ملتزم لا يتدخل ولا يتعامل مع الإنس
[[لا يتعامل مع الجن إلا واحد شيطان مثلهم ]]
أنا لا أنكر المس فقد ذكره الله في كتابه الكريم مخبر عن أكل الربا
قال تعالى
{{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ }}
ومن ينكر المس ، اقول له تابع السيرة ، فقد ذُكر المس في اكثر من موقف وقد عرضوا على رسول الله في المفاوضات اذا كان الذي يأتيه طائف من الجن طلبنا لك العلاج
لو كان المس خرافة ، لما اقره النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يسكت النبي على خرافة ، لم نجد حديث نبوي واحد ينفي مس الجن للإنس
الجن لا تعلم الغيب ولا يملكون لأنفسهم الخير [[أما دجال يحكيلك خذ هذه الورقة إحرقها أو هذا الحجاب حطوا تحت مخدتك .. هذا شرك بالله مثلك مثل قريش كيف تشرك الأصنام بعبادة الله ، أنت لما تتعامل معهم أشركت بعبادة الله عالم الجن ، وكأنهم هم الذين يصنعوا لك الخير أو يمنعوه ]]
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعن بهم وأخذ بالأسباب الطبيعية .. إنتبهوا لأي دجال أو مشعوذ يتعامل مع الجن إبصقوا في وجهه ، وفي وجه الجني الذي يتعامل معه
___________________________________
نرجع لأمير الجن {{ عمرو }}
عمرو جني من الأمراء السبعة ، الذين أول من بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في بطن نخلة
وكان عمره {{ ٨٠٠سنة }}
أخبره رسول الله أن الله سَيَمُدّ في عمره ، ويموت في أرض فلاة ، ويدفنه خير رجل من أمته في ذلك الزمن
ومضت الأيام والسنين الطويلة ، إلى خلافة عمر بن عبد العزيز
وكان عمر بن عبد العزيز ، في طريقه إلى الحج فرأى زوبعتان بالهواء [[ الزوبعة الهواء الذي يثير التراب والغبار بيكون مثل العامود ومرتفع .. كثير ناس يرونه خاصة بالصحراء ولا يعلمون ماهو ..هو مسير الجن وإلتقائهم وخصامهم ]]
رأى عمر زوبعتان في الصحراء ، ثم إنكشفت عنه حية ضخمة ميتة
فعرف عمر بفراسته {{إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله }}
عرف بفراسته أنها ربما قتيل من الجن بعد عراك ، وإكراماً لها لأنها من خلق الله
فشق من عمامته قطعة من قماش ، ولفها بها وحفر بالتراب ودفنها
ثم مضى مكمل طريقه
________________________________
ولما كان الليل سمع منادي ينادي
{{جُزيت خيراً يا إبن عبد العزيز .. والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول لعمرو تموت في أرض فلاة ويدفنك في ذلك الزمن خير رجل في أمتي }}
قال عمر بن عبد العزيز :_ من أنت يا عبدالله ؟
قال :_أنا من إخوانك المؤمنين ، من الجن ممن بايع بالحجون وهذه الأفعى التي دفنتها
هي {{عمرو أمير من الجن }} الذي أسلم على يدي النبي في بطن نخلة ونزل فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، صلى الله وسلم عليك يا رسول الله يا صادقاً بالوعد .
______________________________
ألم يخبرنا نبينا ، وهو الصادق الأمين ، صلى الله عليه وسلم
{{صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
ونساء كاسيات ، عاريات ، مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدنا ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا }}
وفي رواية [[ وإن ريحها ليوجد من مسيرة ٥٠٠ عام ]]
يتبع إن شاء الله .... الاسراء والمعراج
_____________ *الأنوار_المحمدية*
صلى الله عليه وسلم
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تعليقات
إرسال تعليق