الكاتبة نجاة ضرضوري مقالة بعنوان ان أبغض الحلال عند الله الطلاق

((إن أبغض الحلال عند الله الطلاق )) ... 
قال عز وجل في كتابه العزيز :
"وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٢٧ البقرة﴾
"الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ ... ...
"وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ .
وَمع أنه حلال ولم يحرم ولكن ينبه عباده من المساوئ التي يمكن أن تقع للزوجين وكذا الأطفال من جراء وقوع الطلاق والانفصال النهائي والفراق وأيضا ماسيحدث من أضرار نفسية للأهل جراء ذلك بعدما كانوا فرحين وسعيدين بوجود أسرة صغيرة لأولادهم وتكوين عائلة كبيرة تزهر بالمحبة مع إنجاب أحفاد لهذه العائلة وتكاثر النسل من صلبهم. إضافة إلى الأضرار الكثيرة التي المسلمين أن الطلاق وإن كان حلالا فهو يبغضه الله عز وجل لما له من مساوئ فيما بعد من حيث الحالة النفسية التي يدخل فيها الزوجين بعد إيقاع الانفصال بينهما وتباعدهما عن بعضهما عن بعض بعد الألفة والود الذي عاشاه وقت زواجهما في بيت الزوجية ، وكذا مايقتعقب هذه الظاهرة والتي تؤلم بالخصوص الأطفال الصغار فهم من يعيشون المأساة الحقيقية بعد تفكك الأسرة حيث تتلاعب بهم الأقدار فيضطرون إلى ترك واحد من أبويهم والظفر بالعيش مع الآخر. فمهما كان الأب أو الأم حنونا ويتكفل بإبنه فيظل النقص موجودا عند الطفل فوجود الأبوين معا هو دعم له وليست تفرقته عن أحدهما. 
فلنقل أن الطلاق هو السبيل الوحيد للابتعاد عن المشاكل الزوجية التي تكاثرت في زماننا، ولما بالضبط مع أجيالنا هذه ولم تكن مع الأجيال السابقة جيل أجدادنا وآباءنا، قد يلاحظ الكثيرون أن مع تطور العولمة وارتفاع نسبة التمدرس والثقافة العالية لأغلب الشبان ازداد تفكك الأسر وانتشر الطلاق بشكل كبير في كل دول العالم بأسره ولم يحتكر على بلد دون الآخر بالرغم أن هناك زيجات غير ناجحة ولكن لم يقع الطلاق فيها لحد الآن؛ فلماذا ياترى ؟!
من خلال ما رأيت في ملفات الطلاق الكثيرة المتوافدة من شباب وحتى من كهول فلكل قصة غريبة عن الأخرى؛ وللرجل حكاية وللمرأة حكاية أخرى مغايرة، وبالنهاية نستنتج أن القاسم المشترك بينهما هو (( الصبر )).
لم يعد للطرفين صبر على أعباء الحياة ولا مشاكلها وليس لديهم صبر على تحمل المسؤولية الكاملة تجاه الزواج وإزاء الأزواج لبعضهم البعض. فأغلبهم يسيطر عليهم الغضب وعند أول مشكلة تزداد العصبية والغضب ف الزوجة لاتجد بدا في البقاء في بيت الزوجية فتغادره إلى منزل العائلة على الفور دون التفكير فيما بعد وماذا سيحل بها هي وأطفالها في هذا الكون الواسع من مصائب ومشاكل في الحياة والتكفل بالأعباء وحدها دون زوجها. هنا نقطة البداية مغادرة المنزل وترك الزوج وحيدا لتبدأ حياته حرا طليقا بدون زوجة تعكر مزاجه ودون تحمل لمسؤولية أبناءه.
ويأتي دور العائلة الكبيرة التي ما إن تطأ رجل إبنتهما عتبة بابهم إلا ويبدأ الصراع مع الزوج وأهله ... تبدأ الحوارات ... سأقول ومن تجربتي العملية في هذا الأمر؛ لايتدخل الأهل إلا بالخير فلاتفتحوا أبوابكم لبناتكم مع أول مشكل لها مع زوجها ولا تؤازروها بل ساندوها من بعيد وانصحوها أنه فيما مضى أجدادنا مروا بوبيل من الصعاب ومع ذلك تحملوها وتجاوزوها مع بعضهم البعض ليس لأنهم كانوا أميين كما يقال أو لأن الزوجة لم تكن تعمل أو لم تكن توجد محاكم تمنح حقوقا بل لأنه كان للزوجين أهل يمنعون على أبناءهم أن يفترقوا بعد الزواج وأن عليهم التحمل حتى يسيروا معا في سفينة الزواج بأشرعة وإن كسرتها العواصف فهناك مجاديف رغم الألم والتعب والعياء سيقطعون البحار معا بالعزيمة والإرادة المشتركة بينهما ؛ فبالصبر تسير قافلة الحياة وهو مفتاح الفرج.
وفي هذا الصدد يقال الكثير وبهذا اكتفيت انتهت سطوري .
       ✍️ نجاه ضرضورى - 🇲🇦

تعليقات

  1. إن ابغض كذا
    ليس بحديث على الإطلاق
    فليس الحلال بغيضا عند الله
    وإنما له آثاره الضارة كما اوضحت الكاتبة
    مع تحياتي لها

    ردحذف
  2. موضوع مهم واكتر من رائع احسنتى ربنا يحفظك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعر عبد الفتاح السمنودي قصيدة بعنوان معطيات

الكاتب حسن الأمير العريني والمجموعة القصصية الكاملة لسلسلة الرعب موثقة من قبل جريدة الوطن الكبير يجمعنا الإلكترونية

الفائزة الثانيه الكاتبة هبه قطب قصة بعنوان صدفة