الأديب وديع القس الفائز السادس في اجمل نص اسبوعي عن نص الرحيل المر
الرّحيل المرّ ..!! شعر / وديع القس ( قصة واقعية )
قصة واقعية جرت أحداثها في البحر المتوسط مابين أيام الأعياد ورأس السنة الميلادية ، وكانت الاستعدادات جاهزة لحفلة الزفاف في إحدى الدول الاوربية .
/
غدوتُ أشكو لموجِ البحرِ عن ألمي
وتائهُ القلبِ لا يرسو على حلم ِ
/
يا بحرُ في لججِ الأمواجِ ذاكرتي
أمشيْ جريحا ً معَ التيّارِ في سقمي
/
يابحرُ في عمقكَ الأحباب ُ قد دُفِنَتْ
الرّوحُ والجسدُ ، والقلبُ في ضرم ِ
/
حبيبتيْ وجمالُ الوردِ يحسدُهَا
والبحرُ أغرقَها بالموجِ مُنتَقِم ِ
/
ومَنْ هداكَ إلى قتلي ـ تعذّبني
وتطعنُ القلبَ غدرا ً دونما رَحِمِ ..؟
/
وهلْ جنيتَ من التّعذيبِ فائدة ً
كيْ تسحقَ الحبَّ والأفراحَ بالألمِ ..؟
/
وعدتُها موعد ِ الميلاد ِ مبتهجا ً
لقاءُ عرس ٍ معَ الميلاد ِ والنّجم ِ
/
وما علِمتُ بأنَّ القِرشَ يسبقُني
وخاتمُ العِرسِ نابٌ جائرُ الفَرَم ِ
/
إنّي رأيتكِ والأسماكُ ناظرةٌ
لجسمكِ الغضِّ ترتيبا ً معَ النّظم ِ
/
تدنو وتبتعد ُ ، تعلوبرونقها
والجسمُ يرقصُ ضمنَ الموج ِ بالنّغم ِ
/
يا بحرُأقسيتَ حكما ً في معاملتي
سرقتَ منّي ربيعَ العمرِ في ظَلَم ِ
/
ماذا فعلتَ بحبٍّ طالَ موعدهُ
والوعدُ منكَ دموعُ اليأسِ و الّلطَم ِ
/
والدّمعُ يمشي معَ التيّارِ مرتفِقَا ً
علّ الدّموعَ تكونُ الوصلَ بالرّحم ِ
/
العيدُ بشرى وللإنسان ِ أمنية ٌ
لكنَّ عيدي مع الأمواتِ في عدم ِ
/
العيدُ نورٌ وفي الميلاد ِ مؤتلقٌ
وما حسبتُ لحكمِ الموتِ بالعتم ِ
/
وموطنُ العرسِ تحتَ الموجِ رقصته ُ
ولحنهُ من صفير ِ القِرش ِمنتظم ِ
/
يا بحرُ جِئتكَ بالميلاد ِ مسترِقَا
مع التراتيل ِ في جرحي وفي ألمي
/
دعنيْ أُودِّعُ ، أحبابي بناظرة ٍ
فكيفَ تحجب ُعنَيْ نظرةَ الختم ِ
/
ربّيْ وقدْ سرقَ الحيتانُ غاليتي
وللنّوارسِ أحزانٌ على النّهمِ
/
يحوّمُ الطّيرُ فوقَ الموجِ منتظِرا ً
لقطعة ٍ من بقايا الجسم ِ منقسم ِ
/
وزورقُ الشّؤم ِ أشلاءٌ بلعنته ِ
وقادةُ الشّؤم ِ تجّارٌ بلا كرم ِ
/
ومن نجا كرميم ِ الموت ِ سحنتهُ
يحكي رواية َ أطماع ٍ على وصَمِ
/
يا بحرُ كم كنتَ في أنظارِنا نعما ً
وصرتَ تغلقُ بابَ الخير ِ والنّعم ِ
/
شكوتُ روحي إلى الشطآن ِ أسألها
هلْ لي برملك ِ أخبارا ً على رحم ِ..؟
/
وزارَ دمعي إلى الأعماقِ مُكتشِفا ً
سرُّ الطّحالبِ والمرجانِ في هيم ِ
/
ويأسفُ الرّملُ والمرجانُ في ألم ٍ
كمنْ يخفّفُ أوجاعي من الثّلم ِ
/
وعدتُ دربي وتاجُ العرسِ يمنحني
عزاءَ حبٍّ رثاهُ الكونُ بالألم ِ
/
سمعتُ لحنا ً من الأصدافِ تُسمعني
حبيبةُ القلبِ ضيفا ً وهيَ في كرم ِ
/
وفي ضفائرِها ترياقُ عاشقة ٍ
وصورةُ الفارسِ المحبوبِ بالوشِم ِ
/
وعاهَدَتْنا بصدقِ القول ِما سكنتْ
ألّا تفارقُنا ً عهدا ً وبالقسم ِ
/
لا يعلمُ المرءُ سرّ الويل ِ من زمن ٍ
ففي الزّمانِ خفايا الغدرِ والهدم ِ ..!!.؟
/
وديع القس ـ سوريا
تعليقات
إرسال تعليق