الكاتب صالح العطوان الحيالي مقالة بعنوان البلد اللي يصير بي التنكجي دفترجي لا تندم علي موتك بي
البلد اللي يصير بي التنكجي دفترجي لاتتندم على موتك بي
ــــــ د. صالح العطوان الحيالي
قصص السلف كثيرة ومعانيها عميقة وكثير من هذه القصص أما من نسج الخيال أو حقيقة ولكثرة تداولها في المجالس أصبحت حقيقة ومن هذه القصص قصة التنكجي الذي أصبح دفترجي اي صاحب جاه وسلطة ..
كان في زمن الدولة العثمانية يسمون الكاتب باش كاتب أو دفترجي, وفي أحدى الولايات مات فيها الدفترجي فراح الوالي كونه حامي الدستور والقوانين يبحث عن دفترجي آخر لكي تدار شؤون المدينة, فعرض الامر على بعضا من أهل المدينة فرفضوا لأن الامر لايخلو من صعوبة ,فالناس آنذاك كانت تفكر في الرعية قبل التفكير في المنصب, وراح يستدعي من يراه أهلا للمنصب ...فكانت الاجابة بالرفض , ذات يوم الوالي يسير في طرقات المدينة فرأى محلا فيه تنكجي فجلس عنده الوالي فبعد حديث قصير بينهما سأله عن اسمه فأجابه بأن اسمه عبود, وبدون تردد عرض الامر على عبود التنكجي من قبل الوالي لكي يصبح الرجل التنفيذي الاول في المدينة ,يعني دفترجي, فلأول وهلة رفض عبود الامر بقوله للوالي أنه لايصلح لهذا المنصب وأن هذا المنصب له أهله , فترجى عبود التنكجي الوالي لكي يعفيه من هذه المهمة إلا أن الوالي رفض وهدد عبود بأقسى العقوبات ان رفض, فقبل عبود المنصب على مضض, وبخوف, وفي داخله استهزاء من نفسه ,وبدأت العطايا والهبات تنهال على عبود التنكجي عندما أشيع أنه أصبح دفترجي وتم تخصيص الخدم والحراسة وكل مايليق بعبود لكي يخدم المدينة ,وفي ذات يوم بينما كان عبود يسير في طرقات المدينة صادف جنازة في طريقه ,فطلب من المشيعين أن يضعوا الجنازة على الأرض فجلس عبود عند رأس الميت برهة من الزمن فأشار للناس برفع الجنازة وتكملة مسيرهم نحو المقبرة ,وهو استمر يجوب طرقات المدينة , فراح الفضول يدب في نفوس المقربين من عبود لماذا فعل هكذا مع الجنازة التي صادفتهم ؟ فاتفقوا على سوأله, فسأله أحدهم قال له حضرة الدفترجي لم نفتهم ماذا قصدت مع الجنازة ؟,فأجاب سألت الميت سوألا, هل تندمت على موتك, فأجابني الميت, لاياحضرة الدفترجي البلد اليصير بيه عبود التنكجي دفترجي ماتندم على موتي بيه .
تعليقات
إرسال تعليق