الكاتب وليد ع. العايش قصة بعنوان صياد المساء
" صياد المساء "
كنا هناك ' كان المساء يغزل حقيبة ملونة قبل أن يتركها ويسافر مؤقتا إلى استراحة قصيرة ' بينما النوارس ترقص على أنغام موسيقى موج شرقية ممتزجة بشيء من الفرح المقتبس من الألوان التي حلقت في فضاء واسع ' هي الأخرى لن تستقر طويلا ' ولن يشفع لها عشقها للون مياه البحر للبقاء فترة أطول .
على مرأى آخر كان صياد يرتدي سروالا قصيرا أحمر اللون يتنظر غنيمة المساء كي تفسح له زوجته مكانا في السرير ' وفرصة للغزل ' قلت في سري: ( كم هو صبرك كبير أيها الصياد ) .
الموج يتزاحم للوصول إلى الشاطئ بأمان ' تاركا خلفه لحنا جميلا كأغنية قديمة لازالت على قيد الحياة ' كان هادئا ' دافئا ' لكنه لا يأمن نفسه من الصراخ فجأة.
بدأت خيوط السواد تلج المكان ' سمراء هي كأنت ' علها كانت تحلم برسم لوحة جديدة مختلفة عن تلك التي كانت ترسمها كل مساء .
اختلست من خلف زجاج نافذة السواد نظرة بيضاء ' يا إلهي كم كانت جميلة تلك النظرة ' لكنها لم تكن تساوي جزءا بسيطا أمام جمال سمرتك الإلهية ' كنت حينها ك حورية بحر خرجت للتنزه قليلا على شاطىء الحياة ' جالت عيناي كل تفاصيلك دون استثناء ' هل كنت أبحث عن جمال آخر ' أم عن تفصيل بسيط استطيع أن أقول بأنه ليس كما يجب !!! ... لست أدري بما كنت أفكر وأنا أتجول في تفاصيل سادت جسد لا ثاني له ' وفي النهاية عدت مهزوما في معركة البحث التي جرت لدقائق طويلة ' حينها كنت تراقبين غروب الشمس وسقوطها في قلب البحر أو خلفه ' لست أدري أين ستسقط ' ولعلك أنت أيضا لم تكوني تعلمين ' كل ما في الأمر هو المشهد الذي تفوق على ذاكرتنا معا .
كنا هناك ' وكنت أدعو ألا يخذلني الوقت كما كل مرة ' لكنه عاد ليفعل ' عاد ليفرض نفسه منتصرا .
عندما تلاقت أيدينا أصبح كل شيء ممكنا ' انهارت الشمس ' انحسر الموج ' سقط الوقت الذي كان يختال منذ لحظات فقط ' اصطفت النوارس وكأنها تؤدي التحية ' ظهر الهلال من بعيد مبتسما ' غيمة بيضاء حضرت لتوها ' لعلها كانت عاشقة أيضا .
قبل أن ندير الظهر للبحر ' صرخ الصياد ذو السروال القصير فرحا ...
وليد.ع.العايش
تعليقات
إرسال تعليق