الفائز الثاني في اجمل القصص الاسبوعية الكاتب وليد محمد قصة بعنوان الشارع الخلفي
الشارع الخلفى .
قصة قصيرة .
كتبها _ وليد محمد .
لا تحاول أن تنظر خلفك، لا تحاول أن تتلفت يمينا أو يسارا، لا تنظر حيث موضع قدميك، تذكر دائما، أن الشارع الذى تمشى فيه، تسكنه الأشباح والعفاريت، لا تنسي أن فى هذا الشارع المظلم، الذى لا ينيره سوا ضياء القمر القادم من الأفق البعيد، ذلك الشارع الغارق فى السكون، التى تقبع فى منتصفه، مشرحة القتلى، المشرحة المليئة بجثث الموتى، الجثث الشائهة، التى مزقتها عجلات القطار، أو ضاعت ملامحها فى حريق شب هنا او هناك، قد يكون حريقا متعمدا، أو قضاء وقدر، أو تلك الجثث لاموات لقوا حتفهم قتلا، بطعنة غادرة أو طلقة رصاص، أو سم زعاف، لا تنسي يا صديقى كل هذا، وتذكر ايضا، أن الشارع الخلفى لهذا الطريق، تقع المقابر، التى تشتم رائحة الموت أن سرت فى رحابها، وتترائي فى مخيلتك، العفاريت والأشباح، العامرة بها طرقات المقابر، وهى تسير هنا وهناك، بكل أريحية، وتراها أيضا تمرح بين شواهد القبور .
لا تفكر كثيرا، ولا تنهك جسدك الواهن، وعقلك المهترئ من الخوف والتفكير، غير فى شئ واحد، وهو كيفية الخروج من ذلك الطريق، المرعب، الذى ترتعب منه حتى الأشباح التى ضلت طريقها وأتت إلى هنا .
انك تعيش الآن فى دراما رعب حقيقية، قصة من قصص ادجار ألان بو، انت بطلها، تعيش فيها أدق تفاصيلها، فعليك الان أن تسرع الخطى، عليك الان أن تقطع الطريق عدوا، حتى تنقطع انفاسك، تعدو وتعدو، ولا تنظر خلفك، فخلفك ستجد ما لا يسرك أطلاقا، ستجد ألاف من أعين تنظر أليك شذرا وينبعث منها شررا، أو وهجا من لهب .
صدقنى لا تتلفت يمينا أو بسارا، أو تفكر لحظة أن تنظر خلفك .
تمت .
تعليقات
إرسال تعليق